languageFrançais

عادل بن يوسف: نعاني أميّة رقمية في تونس

قال عادل بن يوسف الأستاذ الجامعي بجامعة Côte d'Azur إنّ نتائج الدراسة حول "آثار التحول الرقمي على الانتقال الديمقراطي في تونس" والتي تم الإعلان عنها قبل أيام من مكتب المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية بتونس أثبتت أنّ التحول الرقمي في تونس ينقسم إلى فترتين الأولى بين 2011-2020 كانت التقنيات والمعلومات مبسطة وموجودة وسهلة والثانية بين 2020-2025 أصبحت خلالها المعلومات متطورة أكثر باستخدام الذكاء الاصطناعي وصحة المعلومة لم تعد موثوقة.

وأكّد خلال استضافته في برنامج "ميدي شو" اليوم الاثنين 2 جوان 2025 أنّ التونسيين اتجهوا الى الفضاء الافتراضي للتفاعل وقراءة أكثر معلومات خلال فترة كانت فيها المنصات مفتوحة وحتى القرارات الحكومية ونشاط الوزارات والإدارات متاحة على شبكات التواصل الاجتماعي، مستدركا "لكن صحة المعلومة أصبح مشكوك فيها خاصة في الفترة ما بعد جائحة كورونا".

وتابع عادل بن يوسف "وصلنا عصر ما بعد الحقيقة والصورة المفبركة والمعلومة وحتى المراجع المفبركة ليس عن طريق الأشخاص بل عبر آلات.. الذكاء الاصطناعي أصبح بإمكانه تغيير الحقيقة ".

الإدارة التونسية لم تقطع مع التعاملات الورقية

قال عادل بن يوسف الأستاذ الجامعي بجامعة Côte d'Azur إنّ تعامل المؤسسات الحكومية والفاعلين مع التحول الرقمي لم يقطع من التعامل الورقي ''ففي تونس الرقمنة صارت على المنوال الورقي وانتظارات الناس للقطع مع ذلك والتسهيل والتبسيط لم يتم".

وكشف أنّ من بين 3200 عملية بين الإدارة والمواطن لم تتجاوز المعاملات الرقمية الـ120 وهذا يتسبب في آلاف الساعات المهدورة في الاقتصادي التونسي، حسب تعبيره. 

كما شدّد على ضرورة توفّر الإرادة السياسية في جميع القطاعات للقطع مع المعاملات الورقية والتوجه نحو الرقمي، قائلا إن تذبذب الاستراتيجيات والإدارة حال دون ذلك.

وقال بن يوسف "يجب توفر إطار قانوني يحمي وينظم عملية الرقمنة بشكل محيّن ومرن ليتماشى والتغيرات التكنولوجية (من استعمال الذكاء الاصطناعي والدرون)..، مقرّا أن رقم الأمية الرقمية في تونس أكبر بكثير من الأمية التعليمية التي نشرها مؤخرا المعهد الوطني للإحصاء.

عزوف من شباب العالم عن استعمال فيسبوك

ولفت بن يوسف إلى وجود عزوف من الشباب في عدة دول في العالم عن استعمال فيسبوك "لأنها منصة معروفة بالخوارزميات التي تشبّك الناس وكلما زاد التفاعل كلما زادت أرباح الشركة لهذا خيّرت هذه الفئة من المجتمع التوجّه الى منصات أخرى".

وأقرّ ضيف "ميدي شو" أنّ فيسبوك بقي المنصّة الأكثر استخداما في تونس حتى أن رئاسة الجمهورية والوزارات والمؤسسات الحكومية تستعملها لأنها تحظى بمتابعة من التونسيين.

وأكّد عادل بن يوسف ضرورة أن ينوّع التونسيون من مصادر معلوماتهم وعدم الاكتفاء بفيسبوك فقط لأنه يعاني من مشاكل متعلقة بالخوارزميات، كذلك يجب امتلاك مهارات رقمية للتفاعل عبرها.